suite

rami

New Member
الاستعمال«. ـ مبدأ الأمن اللغوي »إن للمتغيرة اللغوية س أوراقا رابحة في مجال المبادلات الرمزية إذا كانت تفحص فحصا موجبا سمات إرضاء المخيال اللساني«. مبدأ المخيال اللساني »تفحص المتغيرة اللغوية س سمات ذات مردودية مرتفعة من المتغيرة ص إذا كانت لا تخرق مبدأ صون التوازن«. مبدأ صنع التوازن »تمتاز المتغيرة اللغوية س عن المتغيرة اللغوية ص بخاصية موجبة لضبط إيقاع التوازنات الاستراتيجية (الثقافية والدينية والسياسية والاقتصادية) للبلد«. مبدأ الاقتصاد »تمتاز المتغيرة اللغوية س عن المتغيرة اللغوية ص بوضع أمثل، وبأدنوية الكلفة المادية والرمزية إذا كانت تقرب بين الثقافات المختلفة لغة، وتجسر العلاقة الأفقية / العمودية، وتقتصد الوقت، وإذا كانت تسلك مسلكا تعجيليا في تدقيق السمات الإجرائية : الوظيفية، والسياسية، والثقافية، والاقتصادية«. ١٫٦ مبدأ الفدرلة وصنع التوازن الاستراتيجي إن التعريف الذي نقترحه للغة الفدرلة هو : أن يقوم مستعملو مجموعة من اللغات واللهجات المتباينة والمختلفة من حيث الاستعمال، بطريقة إرادية أو غير إرادية في محيط لغوي معين، بالتنازل عن بعض المهام والوظائف والمجالات للغة تقرب بين المتكلمين، وتستطيع أن تنسج علاقة تواصلية بينهم، وتقوم بالتعبير عن الفكر لديهم، وتضبط إيقاع التوازنات الاستراتيجية (الاجتماعية، والروحية، والسياسية، والاقتصادية، والثقافية)، وتضطلع بدور التبادل اللغوي عندهم من زاوية أفقية وعمودية ضمن حقل أو فضاء لغوي مطبوع بالتعدد اللساني، وذلك لأسباب وظيفية وإجرائية وعملية وبراغماتية. وبناء على هذا التعريف، نفترض أن المتغيرة اللسانية المؤهلة في سوق الاستعمال اللغوي للاضطلاع بذلك هي العربية بوصفها لغة السلم الثقافي في محيط مطبوع بالتعدد اللغوي والتنوع الثقافي، ومسوغات ذلك، تتجلى في كونها ليست لغة فئة خاصة أو جماعة لغوية معينة أو عرقية خاصة أو اثنية ما، وليست لغة الأم لأي مكون اثنوثقافي معين، بل لغة الأمة بأجمعها، وملك للجميع بحكم إرث التاريخ ورهان الحاضر، وأداة التقريب بين ماهو مختلف ومتعدد ومتنوع. ٢٫٦ الأمن اللغوي إن غياب الأمن اللغوي بمثابة وضع هوياتي بدرك من خلاله متكلمو لغة معينة أن صيغة الأداة المعطاة لاتوحدهم ولاتجنبهم الإخلال بالأمن اللغوي، كما لا تستطيع خلق التوازن. لذا، نقول إن العربية توحد على مستوى المخيال اللساني، ومن خلال استعمالها يمكن التأصيل للاختلاف والتعدد اللغويين ضمن الاستراتيجية المتفاعلة للوحدة ضمن التعدد، والتعدد في سياق الوحدة، وذلك اجتنابا للتمزيق والعنف الرمزي داخل النسيج الثقافي المركب نفسه، ويستند هذا الدور إلى مبدأ الاستقرار المستغني عن العنف، ومبدأ الحوار المستند إلى العلاقة الأفقية، والمبتعد عن العلاقة العمودية، والقائم بمأسسة ثقافة الحوار ضد الصراع. ٣٫٦ المخيال اللساني تقتضي المعرفة العميقة للاستعمالات والسلوكات السوسيولسانية الأخذ بعين الاعتبار التمثلات لدى الناس عن استعمال اللغة ووظائفها، ثم موقفهم من المنتوج اللغوي المعروض في السوق اللساني. إن المخيال اللساني المغربي هو مجموع التمثلات والتصورات والصور الذهنية والمواقف والآراء والرموز... التي نسجها الفرد والمجتمع في إطار تفاعل متبادل بطريقة واعية أو غير واعية عبر التاريخ بخصوص الوضع اللغوي بالبلد، والخريطة اللسانية المطبوعة في ذهنه، ثم سلميتها في سوق المبادلات الرمزية محليا ودوليا. ويمارس هذا المخيال اللساني فعله الرمزي في مجال التمثل، وفي سياق العمل السوسيوثقافي للمجتمع، كما يتوفر على دور وثقل في تأجيج الصراع اللغوي داخل نفس الفضاء الجغرافي الاجتماعي، أو في خلق الاتصال. وعليه، فإن التصور التقريبي السائد هو : - أن هناك لغة وطنية - رسمية (العربية)، ولغات محلية ـ جهوية (البربريات المغربية والعربيات المغربية)، وأن القاسم المشترك بينها هو الانتماء إلى نفس سوق المبادلات الرمزية المتجلية في إطار مفردة مغرب التاريخ والراهن والمستقبل المتناغم سيميولوجيا والمختلف لسانيا. - أن هناك لغات أجنبية تاريخية (الفرنسية، والإنجليزية، والإسبانية...)، يتم النظر إليها بوصفها مفاتيح ولوج مجالات وفضاءات أخرى بغية التفاعل والتواصل... ٤٫٦ مبدأ الإقتصاد إن المؤهلات التي تتوفر عليها العربية هي أنها أداة متعالية عن الانتماءات الإثنوثقافية الخاصة، مما يجعلها متساوقة ومكونات المواطنة التي تنظر إلى الإنسان نظرة مجردة بغض النظر عن ثقافته الإنتروبولوجية وبيولوجيته ووضعه السوسيولوجي. وتجعل هذه السمات والخصائص الكلفة المادية والرمزية أدنوية، والفائدة ذات مردودية مرتفعة. فأدنوية الكلفة المادية والرمزية تتمثل في أنها تقرب بين ثقافات المغرب، وتوثق وتجسر العلاقة الأفقية والعمودية بين النسيج الثقافي المغربي، وتقتصد الوقت. وإن لارتفاع مردودية الفائدة صلة بأدنوية الكلفة المادية والرمزية، ما دام أن هناك إرثا تاريخيا وحضاريا، وتجربة ثقافية ومعرفية، ورصيدا لغويا غنيا، ومكانة عالمية وعولماتية، مما يجعل عملية الاستثمار اللغوي خارج العربية استثمارا مآله خرق مبدأ الاقتصاد في تدبير الزمن الثقافي للبلد، والتشويش على مكون رئيسي يضبط إيقاع التوازنات الثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والروحية. ٧- خاتمة وعليه، فإن اعتبار العربية لغة رسمية معناه وضعها في موقع رمزي متميز يقوم بدور صنع التوازن الاستراتيجي بالمغرب، وصنع التوازن هذا يسوغه كون هذه اللغة متعالية عن أي انتماء عرقي واثنوثقافي خاص أو معين في ربوع جهات المغرب، مما يؤهلها لكي تتبوأ مرتبة اللغة الوطنية بامتياز أفقيا وعموديا، وذلك بمقتضى مسوغات قانونية (لغة رسمية مدسترة، ووطنية ذات امتداد عمودي وأفقي)، وسوسيولسانية (لغة التداول الشامل lingua france ، بحيث إنها لا تمثل لغة جهة ما، ولا فئة ضيقة ما، ولا مجموعة أهلية مخصصة معينة)، وسوسيوثقافية (بمعنى أن اللغة العربية تحقق الأمن اللغوي، وتصون التوازن المادي والرمزي وتصنعه، ولا تشوش على المخيال اللساني). باحث في اللسانيات- الدارالبيضاء- د. محمد غنايم (*)
 
Back
Top